بحث منشور في مجلة
البيان الصادرة عن رابطة الأدباء الكويتيين، عدد يونيو 2014.
د. عبدالله غليس
التّنـاص:
ظهر مصطلح
التناص في المرة الأولى على يد الباحثة "جوليا كرستيفا" في نهاية
الستينات من القرن العشرين، فقدمت تأطيرا مفهوميا لهذه الفكرة في مقال لها عن
"ميخائيل باختين" صدر عام 1966م بعنوان "الكلمة والحوار
والرواية"، وفي مقالاتٍ وكُتبٍ أخرى ظهرتْ بعد هذا التاريخ حتى أوائل
السبعينات. وقد كان لهذه المقالات دور معرفي مهم في تدشين المصطلح والفكرة معا.
ويندرج التناص عند كرستيفا في إشكالية الإنتاجية النصية التي تتبلور كعمل نصي، ولا
يمكن تحديده عندها إلا بإدماج كلمة أخرى، وهي تمثل عملية تركيب تحيط بنظام النص
لتحدد ما يتضمنه من نصوص أخرى، أو ما يحيل عليه منها، وبذلك يكون التناص هو "التقاطع
داخل نص لتعبير مأخوذ من نصوص أخرى"، أي أنه عملية نقل أو اقتطاع أو تحويل
لتعبيرات سابقة أو متزامنة[1].
ثم توالت بعد
ذلك البحوث والدراسات محاولة كشف الالتباس المفهومي الذي يكتنف هذا المصطلح، حتى
وصفه بعد ذلك "هاوثورن" Hawthorn في معجمه عن
النظرية الأدبية المعاصرة بأنه: "علاقة ما بين نصين أو أكثر لديها (أي تلك
العلاقات) فاعلية على الطريقة التي تتم من خلالها قراءة المتناص، والمتناص هو ذلك
النص الذي يتردد أو يتوطن حضور نصوص أخرى داخله". وإذا كان
"هاوثورن" لم ينص على التشابه أو حتى التطابق بين النص ومصطلحات أخرى
تعني بالعلاقة بين النصوص، فإن هاريس Harris - في معجم مفاهيم النقد الأدبي والنظرية- يقرر
أن التناص ينطوي على خمسة مفاهيم منها أن يكون مرادفا للإلماع أو الإلماح والذي
يمكن أن يتم إدراجه بوصفه شكلا مقيدا للتناص، والإلماع كما ينص هاريس في معجمه
أيضا هو: استدعاء شخص، أو شخصية، أو مكان، أو حدث، أو فكرة، أو قطعة من نص ما عن
طريق الاقتباس (على وجه التحديد أو على وجه التقريب) هذا الاستدعاء أو الإيحاء
يكون مقصودا لتوجيه القارئ إلى أن يُسخّر جهوده إلى مظهر ما للمرجعية لكي يصل إلى
نقطة تأصيل النص.
ثم جاء بعد
ذلك "وارتن" Worton و"ستيل" Still ليعرفا التناص بمعنى متّسع في كتابهما
"التناص: النظريات والممارسات" ويؤكدا أن هذه الظاهرة: "بشكل ما،
قديمة قدم المجتمع الإنساني، وبناء عليه، بطريقة بديهية، فإننا يمكن أن نجد نظريات
التناص حيثما كان هناك خطاب حول النصوص، وذلك لسببين، أولهما: أن المفكرين كانوا
على وعي بالعلاقات النصية. وثانيهما: أن معرفتنا بالنظرية تجعلنا –بوصفنا قرّاء-
متحمسين لإعادة قراءة نصوص المصادر الخاصة بنا على هذا الضوء"[2]. وبعد ذلك شاع مفهوم التناص في الأدب
الغربي وأصبح ظاهرة نقدية جديدة وجديرة بالدراسة والاهتمام.
كما أن إدخال "دي بوجراند" هذه الظاهرة ضمن
معايير النصية[3]
جعل الاهتمام بهذه الظاهرة يزداد ويأخذ اتساعا أكبر، وهو الذي عرّف التناص بأنه:
"يتضمن العلاقات بين نص ما ونصوص أخرى مرتبطة به وقعت في حدود تجربة سابقة،
سواء بواسطة أم بغير واسطة"[4].
كانت هذه لمحة
بسيطة عن نشأة مصطلح التناص في الغرب، وبعض التعاريف الغربيّة لهذه الظاهرة، أما
في اللغة العربية فالحقّ أن التراث العربي لم يكن غافلا عن هذه الظاهرة وإن لم
يسمِها باسمها، فقد تحدث عنها أبو هلال العسكري (ت 395ه) فسمّاها: "حُسن الأخْذ"،
و"حَلّ المنظوم" و"تداول المعاني"، ثم إنه يرى أن التناص قد
يحدث صدفة! يقول: "وقد يقع للمتأخر معنى سبقه إليه المتقدّم من غير أن يلمَّ
به، ولكن كما وقع للأول وقع للآخر، وهذا أمرٌ عرفته من نفسي، فلست أمْتَري[5]
فيه، وذلك أني عملتُ شيئا في صفة النساء:
سَفَرْنَ بُدُوراً وانتَقبْنَ أهِلَّة
وظننتُ أني سُبِقتُ إلى جمع هذين التشبيهين في نصف بيت،
إلى أن وجدته بعينه لبعض البغداديين، فكثر تعجّبي، وعزمتُ على ألا أحكم على
المتأخر بالسّرق مِن المتقدِّمِ حُكماً حتْماً"[6].
ثم نجده لا يرى في "تداول المعاني" شيئا، وليس على أحد فيه عيبٌ إلا إذا
أخذه بلفظه كله، أو أخذه فأفسده وقصّر فيه عمّن تقدمه[7].
كما أن أبا هلال العسكري يوصي بإتقان توظيف المعاني القديمة فيقول: "والحاذق
يخفي دبيبه إلى المعنى، يأخذه في سُتْرةٍ فيَحْكُم إليه بالسبق أكثرُ مَن يمرُّ
به"[8].
وينقل أبو هلال قول أحدهم: مَن أخذ معنى فكساه لفظا من عنده أجود من لفظه كان هو
أولى به ممن تقدّمه[9].
وفي متنصف القرن الرابع درج مصطلح السرقات الأدبية في إطار نقد الشعراء
المحدثين وتتبع أنساب النصوص، فها هو ابن وكيع (ت 393ه) لا يسمي هذه الظاهرة إلا
سرقة، ولكنه عدد وجوها تغفر ذنب السارق –كما يقول- منها: استيفاء اللفظ الطويل في
الموجز القليل، ونقل ما قبح مبناه دون معناه إلى ما حسن مبناه ومعناه..[10].
أما القاضي الجرجاني (ت392ه) فقد
توسّع في هذه الظاهرة وقسّمها وفرّق بين: السرقة، والإغارة، والاختلاس، والمشترك،
والأخذ، والنقل[11].
ومن بعده تحدث عنها أسامة بن منقذ (ت 584ه) فأفرد لها بابا سماه "فضل السابق
على المسبوق"[12]،
ثم قسّم التناص إلى "التضمين"، وهو " أن يتضمّن البيت كلمات من بيت
آخر"[13].
فكأنه خصّ بالتضمين التناص اللفظي. ثم نجده يذكر نوعا آخر من التناص ويسميه
"الحلّ والعقد" وهو "أن يأخذ لفظا منثورا فينظمه، أو شعرا
فينثره"[14].
ثم شاع بعد ذلك مصطلح "الاقتباس"، واقتصره بعضهم على القرآن والحديث[15].
وهكذا نرى أن التناص كان معروفا في التراث العربي ومدروسا وله تسميات عديدة. ولم
يبق من تسميات التناص القديمة إلا التضمين والاقتباس؛ فما زالا دارجَينِ في
الدراسات الحديثة ولهما قبول.
وفي العصر الحديث انتقل الاهتمام بالتَّنَاص إلى الأدب العربي مع جملة ما انتقل إلينا من ظواهر
نقدية ولسانية غربية ضمن الاحتكاك الثقافي، ولكن الباحثين العرب اختلفوا في ترجمة
مصطلح التناص في بداية الأمر- وهذا أمر يحصل عند ترجمة أي مصطلح جديد- فمحمد بنيس
يطلق عليه مصطلح "النص الغائب"[16]،
ومحمد مفتاح يسميه "التعالق النصي" أي أن النصوص تدخل
في علاقة مع نص حدث بكيفيات مختلفة[17]. إلى أن
اشتهر باسم "التناص" وأصبح متعارفا عليه بهذا الاسم.
إشكالية التعريف
بعد أن استقرّتْ الدراسات الحديثة على تسمية هذه الظاهرة بالتناص، كانت
المشكلة بعد ذلك في تعدد تعريفاته، فيعرفه الدكتور صلاح فضل بأنه عملية استبدال من
نصوص أخرى[18]. ويبدو
لي أن هذا التعريف ترجمة حَرْفيّة من لغة أجنبية. ويعرف الدكتور تمام حسان التناصَ
بأنه "علاقة تقوم بين أجزاء النص بعضها بعض، كما تقوم بين النص والنص كعلاقة
المسودّة بالتبييض، وعلاقة المتن بالشرح، وعلاقة الغامض بما يوضحه، وعلاقة المحتمل
بما يحدد معناه، وهذه العبارة الأخيرة هي المقصودة بعبارة: القرآن يفسّر بعضه
بعضا"[19]. والحقيقة
أن تعريف الدكتور تمام حسان ليس تعريفا واضحا يبين لنا المفهوم الدقيق للتناص. ولم
أقف على تعريف مانع جامع له، وبالإمكان صياغة تعريف للتناص بأنه: إدخال الشاعر
أو الناثر تركيبا مشهورا، أو معنى مأثورا، أو مصطلحا معروفا في نصه. وقد يكون
بقصد ووعي فيعمد فيه إلى الإشارة إلى النص الذي اقتبس منه، وقد يكون ناتج ترسّب
ومحفوظات فيأتي به من غير قصد.
وبهذا التعريف
نُخرِج الألفاظ المعجمية المفردة؛ كأن يستخدم الشاعرُ كلمةً لا تُستخدَمُ كثيرا، ويأتي
بعده من يستخدمها فلا يكون ذلك تناصا، كأن ننظر في قول ابن زيدون:
ياليت شعري هل يعود سفيههمْ .. أم قد حماهُ النبحَ ذاك
المُكعِمُ[20]
فنقول إن في بيته هذا تناصٌ مع بيت ذي الرّمة:
بين الرجا والرجا من جنب واصيةٍ .. يهماء خابُطها بالخوف
مكعومُ[21]
لاشتراكهما في كلمة "المكعم/المكعوم"، وهذا
ليس تناصا؛ لأن الألفاظ المعجمية ليست ملكا لأحد وليس لأحد السبق فيها.
وبالتعريف
السابق يمكننا أن نُخرِج ما يسمى بـ "استدعاء الشخصيات"، أو "توظيف
الشخصية التراثية في الشعر"، وهي أن يستخدم الشاعر شخصية تراثية معروفة لتحْمِل
بعدا من أبعاد تجربته، أي أنها تصبح وسيلة تعبير وإيحاء في يد الشاعر يُعبّر من
خلالها –أو يُعبِّر بها- عن رؤياه المُعاصرة[22].
ومثال استدعاء الشخصيات قول ابن زيدون:
شَدَّ في حَلْبَة البلاغة حتى .. بانَ فيها عن شَأوِ
"سَهْلٍ" و"عمرو"[23]
أراد سهلاً بن هارون الكاتب العباسي البليغ المشهور،
وأراد بعمرو: الجاحظ شيخ كتّاب العربية.
ومن أمثلة استدعاء الشخصيات قول ابن زيدون:
كلّما غنّتْ الحمائمُ قلنا: .. مُعبدٌ إذ شدا أجابَ
الغريضُ[24]
و "معبد" و "الغريض" مغنّيان
حجازيان مشهوران في الدولة الأموية[25].
وقد وجدت بعض الدارسين يعد مثل هذا تناصا، وهو إن كان
كما مثّلنا له فهو ليس بتناص. وقد يكون ذِكر بعض الشخصيات تناصا ولكن في حال كان لتلك
الشخصية قصة معروفة اشتهرتْ بها، أو أن تلك الشخصية يضرب بها المثل في أمر ما، فيأتي
الشاعر باسم الشخص ملمّحا لقصته، ومثل هذا النوع من التناص يحتاج إلى تلطّفٍ في
التأويل، مثال ذلك قول ابن زيدون:
نسِيَتْ زَبيدُ عمْرها بل أعرضتْ .. عن وصف
"كعب" بالسماح إيادُ[26]
الشاهد في البيت أنه ذكر كعبا بن أمامة الإيادي، من
قبيلة إياد العدنانية، وهو رجل يضرب به المثل في الجود، كان في رحلة له بالصحراء
فآثر زميله بالماء ومات عطشا. والتناص هنا محمولٌ على المثل الذي يُضرب به هذا
الرجل وعلى قصته المشهورة، وليس الأمر استدعاء شخصية فحسب.
ومن ذلك قوله:
ولو نذر الحيّان غبَّ السُّرى بنا .. لَكرّتْ
"عُظالى" أو لعاد "كُلابُ"[27]
المعنى: لو علم القوم بمسيره إليهم عقب السير ليلا
لكرّتْ: أي لعادت "عظالى" وهو يوم من أيام العرب لبني تميم ضد بكر بن
وائل[28]،
و"كُلاب": يومان من أيام العرب في الجاهلية بين بني تميم وملوك كنده[29].
وهنا لمَّحَ ابن زيدون إلى قصة معروفة، فضمّن بيته بهذه المواقع لتغنيه عن كثير
التصوير والتعليل.
ومن ذلك أيضا قوله:
سأبكي على حظّي لديك، كما بكى .. "ربيعةُ"
لمّا ضلَّ عنه "ذُؤابُ"[30]
أراد ذؤابا بن ربيعة الذي قتل عتيبةَ بن الحارث اليربوعي
في إحدى الحروب، ثم أسَرَ الربيع عتيبة اليربوعي ذؤاباً دون أن يعرف أنه قاتل
أبيه، فأتاه ربيعة (أبو ذؤاب) فافتداه بفدية يوفيها في سوق عكاظ، فلما دخلت الأشهر
الحرم وأتى ربيعة الموسم وتخلّف الربيع لعذر قاهر ظنّ ربيعة أن الربيع عرف شخصية
أسيره وقتله، فرثاه بأبيات منها:
أذؤاب إني لم أهبك ولم أقم .. للبيع عند تحضر الأجلاب
إن يقتلوك فقد ثللت عروشهم .. بعتيبة بن الحارث بن شهاب
بأشدهم كلبا على أعدائهم .. وأعزهم فقدا على الأصحاب
وسارت هذه الأبيات عنه فبلغت بني يربوع فعلموا شخصية
أسيرهم فقتلوه، فظل أبوه يبكيه ويندبه، وبخاصة بعد أن علم أنه سبب مصرعه[31].
التَّناص في شعر ابن زيدون
كان والد ابن زيدون من وجوه الفقهاء وكبار القضاة في الأندلس، وكانت قرطبة
في ذلك الوقت تزخر بالعلم والأدب، فدرس ابن زيدون على أبيه وعلى علماء قرطبة
وأدبائها الأدب، وحفظ كثيرا من الشعر والأخبار والسير والأمثال والحكم ومسائل
اللغة ومباحثها، وهذا ما جعل قصائد ابن زيدون زاخرة بموروثه العربي والإسلامي، فكان ابن
زيدون يُضمِّن أشعاره بأشعار القدماء، وأمثالهم وحِكمهم، وبالمصطلحات الدينية، وهذا
كثير في شعره. ومن تضمينه للمصطلحات الدينية قوله في إحدى قصائده:
بأبي أنتَ إنْ تشأ تكُ برْداً وسلاماً كنارِ إبراهيمِ[32]
وهو يشير إلى الآية الكريمة (قلنا يا
نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم) [الأنبياء،69].
ومن اقتباساته القرآنية قوله في
قصيدته التي رثا بها أم المعتضد:
خفضْتَ جناحَ الذُّلِّ في العزِّ
رحمةً لها، وعزيزٌ أن تذلَّ وتخضعا[33]
وفي هذا البيت تناصٌ مع قوله تعالى:
(واخفض لهما جناح الذل من الرحمة) [الإسراء،24].
وكذلك في قول شاعرنا:
وبوّأْتَهُ دنياك دارَ مقامَةٍ ..
بحيث دنا ظلٌّ وذُلِّلَ مَقْطَفُ[34]
اقتبس في صدر البيت قوله تعالى:
(وقالوا الحمد لله الذي أحلنا دار مقامة) [فاطر،35]. وفي عجُز
البيت تناص مع قوله تعالى: (وذللت قطوفها تذليلا) [الإنسان،14].
وقال في قصيدة له أخرى:
إذا حسب النَّيْلَ الزهيدَ مُنيلُهُ
.. فما لعطاياهُ الحِسابِ حسابُ[35]
وفي هذا البيت تناص مع قوله تعالى:
(جزاء من ربك عطاء حسابا) [النبأ،36]،
ومعنى البيت: إذا كان غير الأمير يعد ويحصي ما يعطي فإن الأمير يعطي الكثير
ولا يحصيه بحساب.
وفي أحد أبيات ابن زيدون نلاحظ التناص
اللفظي مع القرآن حين قال:
نارُ بغيٍ إلى جنة الأمْــ .. ـــنِ
لظاها، "فأصبحتْ كالصريم"[36]
أخذ ذلك من قوله تعالى: (فطاف عليها
طائفٌ من ربك وهم نائمون فأصبحتْ كالصريم) [القلم،20].
وقال:
أأنكُثُ فيكَ المدحَ من بعد قوّةٍ ..
ولا أقتدي إلا بناقضةِ الغَزلِ[37]
ومعنى أنكث: أي أحل ما أبرمته، وناقضة
الغزل: هي ريطة بنت عمر بن كعب بن تيم القرشية، كانت خرقاء تحل ما غزلته، وقد
أشارت إليها الآية الكريمة[38]:
(ولا تكونوا كالتي نقضتْ غزلها من بعد قوة إنكاثا) [النحل،92].
وفي قول شاعرنا:
أيجمل أن أبيحَكَ محضّ وُدّي .. وأنت
تسومني سوء العذاب[39]
تناصٌ مع القرآن الكريم، وقد ورد هذا
التركيب في ثلاث آيات؛ الأولى قوله تعالى: (وإذا نجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء
العذاب..) [البقرة،49]، والثانية قوله تعالى: (وإذ تأذّن ربك ليبعثن عليهم إلى يوم
القيامة من يسومهم سوء العذاب...) [الأعراف،167].
والثالثة قوله تعالى: (وإذ قال موسى
لقومه اذكروا نعمة الله عليكم إذ نجاكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب..)
[إبراهيم،6].
ثم نجده يقتبس من الحديث الشريف فيقول:
ألَمْ أغتفِرْ (موبقَاتِ
الذّنُوبِ) عَمْداً أتَيْتِ
بِهَا أم زَلَلْ؟
وموبقات الذنوب هي "السبع
الموبقات"[40]
التي أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم باجتنابها، أردا من هذا التناص تهويل ذنب
محبوبته وتشنيعه.
ويقول ابن زيدون:
أغرُّ متى نَدْرُسْ دواوين مجدِه يَرُقْنا غريبٌ مُجمَلٌ أو مصنَّف[41]
و هو هنا يشير إلى كتاب "الغريب المصنّف"
لأبي عبيد القاسم بن سلام المتوفى سنة 224ه، وكتاب المجمل في اللغة لأبي الحسن
أحمد بن فارس المتوفى سنة 390ه.
كما أننا نراه يوظّف مصطلحات أهل الحديث والفقه في
قوله:
مليكٌ يسوس الملكَ منه مُقَلَّدٌ روى عن أبيه فيه ما سَنَّه الجَدُّ[42]
وقوله:
وهذه المصطلحات: السنة، والتقليد،
والمسند، مصطلحات معروفة عند أهل الحديث والفقه.
أيضا وتوظيفه لبعض المصطلحات المعروفة
عند علماء الأصول في قوله:
وودادي لك نصٌّ لم يخالفهُ القياسُ[45]
يشير بذلك إلى ما هو معروف بين علماء
الأصول من تقديم نَصّ الكتاب والسنة المتواترة على القياس العقلي في الأحكام
الفقهية[46]،
وهو يقول إن النص والقياس جميعا يتفقان في وداده ولا يختلفان.
ثم نجد ابن زيدون يطرّز قصائده ببعض الأمثال والحِكم المعروفة عند
العرب، وهو يُحسن توظيف مثل هذه الأمثال لخدمة نصوصه، كاقتباسه للمقولة الجاهلية
الشهيرة "اليوم خمرٌ وغدا أمر" في قصيدة له قالها في السجن، قال:
وإنْ يَكُ رُزْاءاً ما أصَابَ بهِ
الدّهْرُ فَفي يومِنا خَمْرٌ وفي
غَدِهِ أمْرُ[47]
وهذه المقولة تُنسب لامرئ القيس حينما
بلغه مصرع أبيه وكان في مجلس لهو وشراب[48].
وفي قصيدة له أخرى اقتبس المثل الشهير
"سبق السيف العذل" فقال:
لا يَزَلْ مِنْ حاسِديهِ مُكثِرٌ أوْ مُقِلٌّ "سَبَقَ السّيفُ
العّذلْ"[49]
وهذا المثل قاله ضَبّة بن أدّ لمّا
لامه النّاسُ على قتله قاتل ابنه في الحرم[50].
وفي قوله في القصيدة نفسها:
لكَ إنْ أدْلَلتَ عُذرٌ واضِحٌ كلُّ مّنْ ساعَفَهُ الحُسنُ أدل[51]
تناصٌ مع المثل: "أدل فأمل"[52]؛
أي وثقَ بمحبته فتجنّى وأفرط عليه، وقد استطاع ابن زيدون أن يطوع هذا المثل لخدمة
المعنى الذي يريده؛ وهو أن لك عذرك في الدلال على أحبابك، ولا عجب فكل موسوم بالجمال
خليق بالدلال.
وفي قول ابن زيدون في القصيدة نفسها كذلك:
فوعى الحكمةَ من قائلهم:
إِلزمِ الصحةَ يلزمْكَ العملْ
اقتبس "الزم الصحة يلزمك العمل"؛ وهو من توقيعات
طاهر بن عبد الله بن طاهر بن الحسين، أمير خرسان، المتوفى سنة 284ه[53].
وفي قصيدة له أخرى يقول:
هو الدهر مهما أحسن الفعل مرةً فعن خطأ لكنْ إساءته عمْدُ
حِذارَكَ أن تغترَّ منه بجانبٍ ففي كل وادٍ من نوائبه سعدُ[54]
أراد المثل المعروف " في كل واد
بنو سعد"؛ وهو مثل يُضرب لاستواء القوم في الشر والمكروه، قال هذا المثل
الأضبط بن قريع السعدي وكان سيد قومه فرأى منهم تنقّصا له وتهاونا به، فرحل عنهم
ونزل بآخرين، فرآهم يفعلون بأشرافهم فعل قومه به، فقصد آخرين فرآهم على مثل حالهم
فقال مقولته هذه التي أرسلها مثلا[55].
وفي إحدى أراجيزه يقول:
أما سمعتَ المثل المضروبا أرسل حكيما واستشر لبيبا[56]
وفي عجز بيته هذا تناصٌ مع مثالين مشهورين:
الأول: "أرسل حكيما" ولا توصه"[57]،
والمثل الثاني: لا تستشر إلا الناصح اللبيب[58].
ويقول ابن زيدون:
فديتُكِ إنْ تعجَلِي بالجَفَا (فَقَدْ يَهَبُ الرّيثَ بَعْضُ
العَجَلْ)
وفي هذا البيت أدخلَ المثلَ الشهير:
"رُبَّ عَجَلَةٍ تَهَبُ رَيْثــا"، وأول من قال ذلك مالك بن عوف بن أبي
عمر بن مُحلِّم الشيباني، وكان سِنان بن عوف بن محلٍّم قد رأى غيما فأراد أن يرحل
بامرأته خُماعة بنت عوف بن أبي عمر، فقال له مالك: أين تظعن يا أخي؟ قال: أطلبُ
مواقعَ هذه السحابة، قال لا تفعل فإنّه ربما خيَّلَتْ وليس فيها قَطْر، وأنا أخافُ
عليك بعضَ مقانب العرب، قال: لكنني لستُ أخافُ ذلك، فمضىَ، وعَرَضَ له مروان القرظ
بن زنباع بن حُذيفة العبسي-أحد شجعان الجاهلية- فأعجله عنها وانطلق بها وجعلها بين
بناته وأخواته، ولم يكشف لها سترا، فقال مالك بن عوف لسنان: ما فعلتْ أختي؟ قال:
نَفَتْني عنها الرماح، فقال مالك: "رُبَّ عَجَلَةٍ تَهَبُ رَيْثــا، ورُبَّ
فَروقَة يُدْعى لَيْثــا، ورُبَّ غَيْثٍ لم يكن غَيْثــا". فأرسله مثلا[59].
كما أننا نجده يقتبس المثل الشهير:
"مُكرهٌ أخوك لا بطل" في قوله:
وَمَا بِاخْتِيَارٍ تَسَلّيْتُ
عَنْكِ ولـكنّني: (مُـكـرهٌ
لا بطــــلْ)
وقصّة هذا المثل أن هناك رجلا يدعى
بَيْهَس وله خال يدعى أبو حنَش، انطلق بَيْهَس بخاله ذات يوم حتى أقامه على فم
غار، ثم دفعه في الغار وقال: ضربا أبا حَنش، فقال بعضهم: إنّ أبا حَنش لَبَطل،
فقال أبو حنش: مُكرهٌ أخوك لا بطل، يريد أنه محمولا على ذلك لا أنّ في طبعه شجاعة،
فأرسلها مثلا[60].
وفي قصيدته التي رثا بها أبا الحزم بن
جَهْوَر وهنَّأَ ابنه أبا الوليد في حكم قرطبة سنة 435ه، التي أولها:
ألم ترَ أنَّ الشمسَ قد ضمّها
القبرُ وإنْ قد كفانا –فقدَها- القمرُ البدرُ
قال:
تحامى العِدى -لما اعْتَلَقْتُكَ-
جانبي وقال المُناوي: شَبَّ عن طوقهِ
عمرو[61]
و "شبّ عن طوقه عمرو" مثل
يضرب لمن يكبر شأنه عن إتيان الصغير، وقد قاله جذيمة بن الأربش لما رأى ابن أخته
عمرو بن عدي وقد ألبسته أمه طوقا كان يلبسه وهو صغير[62].
ومن اقتباسات ابن زيدون للأمثال قوله:
إذا نحن زرناها تمرّدَ
"ماردٌ" .. وعزَّ –فلم نظفرْ به- "الأبلقُ الفردُ"[63]
و "تمرّد مارد وعز الأبلق"
مثل يضرب للرجل العزيز المنيع الذي لا يُقدر على اقتحامه، و "مارد" حصن
بدومة الجندل، و "الأبلق" حصن بتيماء، قالت هذا المثل الملكة الزباء
عندا أرادت هذين الحصنين فامتنعا عليها[64].
ومن ذلك أيضا قوله:
فتجامدتْ محتالةً .. والمرء يعجز لا
الحويلُ[65]
أخذ مقولة أكثم بن صيفي "المرء
يعجز لا المحالة"، ومعنى المثل: إنما يجيء الجهل من الناس فأما العلم والحيل
فكثيرة[66].
وهكذا نجد أن ابن زيدون مولع باقتباس
الحِكم والأمثال، وأن لديه مهارة عالية في ادخال هذه الأمثال في نصوصه وتوظيفها
بطريقة جميلة. وتوظيف الشاعر لمثل هذه الأمثال
القديمة يدل على تمكّنه ومعرفته بتراث أمته، وأنه ليس بمعزل أوفي غربة عن ذلك
التراث، كما أنه يدل على تأثر الشاعر بخبرات الأسلاف وآثارهم.
وعند التنقيب عن تناص شعر ابن زيدون مع أشعار أخرى نرى أن إعجابه
ببعض المعاني التي سبقه عليها الشعراء كان جليا، وكان إعجابه بالمتنبي بارزا من
خلال كثرة تناص شعره بشعر المتنبي؛ من ذلك قوله:
إن كان عادَكُمُ عيدٌ فربّ فتى .. بالشوق قد عاده من ذكركمْ حزنُ
وأفردته الليالي من أحبته ..
فبات يُنشدها مما جنى الزمنُ:
"بمَ التعللُ لا أهلٌ ولا وطنٌ .. ولا نديمٌ ولا كأسٌ ولا سكنُ"[67]
وهذا البيت الأخير اقتبسه كاملا من
مطلع قصيدة للمتنبي[68].
و نجده في موضع آخر يقول:
إذا عثرَ الجاني عفا عفوَ حافظٍ
.. بنُعمى لها في المذنبين ذِنابُ[69]
والمعنى: أنه حليم ترد أناتُه ورفقه
جهلَ الجاهلين، وقد يكون العفو عن المذنبين عقابا لهم، وقد أخذ معنى بيته هذا من
قول المتنبي:
وما قتل الأحرار كالعفو عنهمُ .. ومن
لك بالحرّ الذي يحفظ اليدا[70]
كذلك في قول ابن زيدون:
ولم تألُهُ بُقْيَا عليه تَنَظُّرا ..
لِفَيْئَتَهِ مَن أكرمتَهُ فتمرَّدا[71]
ضمَّن بيته بقول المتنبي:
إذا انت أكرمتَ الكريم ملكتَهُ .. وإن
أنت أكرمت اللئيم تمردا[72]
وفي قوله:
رأى أنه أضحى هِزبرا مُصمّما .. فلم
يَعْدُ أن أمسى ظليماً مشرَّدا[73]
والمعنى أنه اغتر بنفسه حتى حسب أنه
أصبح أسدا فلم يلبث أن فر مشردا كالنعام، وفيه تناص مع قول المتنبي:
فأتيتَ مُعْتزما ولا أسدٌ .. ومضيتَ
منهزما ولا وَعِلُ[74]
أيضا وفي قوله:
وما وَلَعي بالرَّاحِ إلا توهُّمٌ ..
لَظَلْمٍ به كالرّاح، لو يُتَرَشَّف[75]
تناص مع قول المتنبي:
وما شَرَقي بالماء إلا تذَكُّرٌ .. لماء
به أهل الحبيب نُزولُ[76]
وعندما عزّا ابن زيدون الأمير أبا
الوليد بن جهْوَر في أمه قال:
فإنْ أُنِّثَتْ فالنفسُ أنثى نفيسةٌ
.. إذا الجسم لا يسمو لتذكيره ذِكرُ[77]
والمعنى: إذا كانت الفقيدة أنثى فلن
تقلل أنوثتها من منزلتها، فالنفس مؤنثة والجسم مذكّر، وقيمة الإنسان بنفسه لا
بجسمه، وقد سبقه على هذا المعنى المتنبي فقال:
ولو كان النساءُ كمن فقدنا .. لفضلت
النساء على الرجال
وما التأنيث لاسم الشمس عيب .. ولا
التذكير فخر للهلال[78]
وفي قصيدته التي قالها في منافِسه –في
حب ولّادَة بنت المستكفي- أبي عامر بن عبدوس، قال ابن زيدون:
أرى كل بحرٍ أبا عامرٍ .. يُسَرُّ إذا
في خلاءٍ ركَض[79]
ويريد بالبحر: الفرَس، والمعنى: كل
جواد يجري في الخلاء يشعر بنشوة وارتياح لأنه لا يجد مَن ينافسه، وفي هذا المعنى
تناص مع قول المتنبي:
وإذا ما خلا الجبانُ بأرضٍ .. طلب
الطعنُ وحده والنزالا[80]
ويقول ابن زيدون في سينيته الباذخة
التي بعثها وهو في السجن إلى صديقه أبي حفص بن برد الأصغر:
وكذا الدهرُ إذا ما .. عَزَّ ناسٌ
ذَلَّ ناسُ[81]
والمعنى: أن من شيمة الدهر أن يرفع
أقواما ليذل آخرين، وقد نظر في هذا إلى قول البحتري:
متى أرَتْ الدنيا نباهة خاملٍ .. فلا
تنتظر إلا خمول نبيه[82]
ثم نجده يقتبس من العباس بن الأحنف
فيقول:
أـيها المؤذني بظلم الليالي .. ليس
يومي بواحدٍ من ظلومِ[83]
والمعنى: أن الكارثة ليست عندي
بفريدة، فلدي من أمثالها الكثير، وقد أخذ عجز البيت من قول العباس:
ليس يومي بواحد من ظلوم .. وابتلائي
من حادث وقديم[84]
ويقول ابن زيدون:
ومتى تبدأ الصنيعةَ يُولِعْــ .. ــكَ
تَمامُ الخِصالِ بالتَّتميمِ[85]
أي متى بدأتَ الإحسانَ فإن مروءتك
توجب عليك أن تتمَّ ما بدأتَ به، وفي قوله هذا تناص مع قول أبي تمام:
إنَّ ابتداءَ العرفِ مجدٌ باسقٌ ..
والمجدُ كل المجد في استتمامه[86]
وفي قصيدة أخرى يقول ابن زيدون:
ومحاسنٌ تَنْدى رقائق ذِكْرها ..
فتكادُ تُوهِمُكَ المديحَ نَسيْبا[87]
أي أن لهم محاسن عظيمة يطيب ذكرها فإن
أخذنا نعدّدها توهم السامع أننا نرتل آيات النَّسِيب، وقد أخذ هذا المعنى من قول
أبي تمام:
طاب فيك المديحُ والتذَّ حتى .. فاقَ
وصف الديار والتشبيبا[88]
والنسيب والتشبيب هما الغَزَل.
وفي قوله:
فلا يُنْعَ منهم هالكٌ فهو خالدٌ ..
بآثاره، إن الثناء هو الخلدُ
"أقلوا عليهم لا أبا لأبيكمُ ..
من اللوم أو سدّوا المكان الذي سدّوا"[89]
اقتبس البيت الثاني كاملا بلا تغيير
من الحطيئة[90].
و في قول ابن زيدون:
جيشٌ إذا ما الأفق سافر طيرُهُ .. معه
ففي ذمم الصوارم زادُ[91]
أراد أن الطير اعتادت أن ترحل فوق
جيشه لأنها ضامنة أن تجد زادا لها من جثث أعدائه، وفي قوله هذا تناص مع قول
النابغة الذبياني:
إذا ما غزوا بالجيش حلق فوقهم .. عائب
طير تهتدي بعصائب[92]
كما أن في قول ابن زيدون:
أقضّي نهاري بالأماني الكواذبِ ..
وآوي إلى ليلٍ بطيء الكواكبِ[93]
تناص مع مطلع قصيدة النابغة السابقة:
كليني لهم يا أميمَة ناصِبُ .. وليل
أُقاسيه بطيء الكواكبِ[94]
ثم نجده يقتبس قول الشاعر الأندلسي
ابن هانئ:
ففي ناظري عن سواكم عمى .. وفي أذني
عن سواكم صَمَمْ[95]
فيُغيّر ابنُ زيدون في حشوه كلمتين
فقط ويقول على نفس الوزن والقافية:
ففي ناظري عن رشاد عمى .. وفي أذني عن
ملامٍ صَمَمْ[96]
وفي رأيي أن ابن زيدون أحق من ابن
هانئ بهذا المعنى لأنه كساه لفظا أجود من لفظه كما قيل.
وفي ديوان ابن زيدون ظاهرة نستطيع
الاستدلال بها على أن الشاعر أحيانا قد لا يتعمد التناص، فيأتي به من غير قصد، وهي
تكرار المعنى أو التركيب في أكثر من قصيدة، وهذا النوع أنا لا أسميه تناصا وإن كان
بعضهم يطلق عليه ذلك؛ إذ لا يُلمس منه كثير فائدة، ومَرَدّ ذلك إلى الحقل اللغوي
الخاص بالشاعر، وطريقته الخاصة في تركيب الجمل واختيار المعاني، وربما ساعد اتفاق
الوزن أو القافية على استدعاء الشاعر لبعض تراكيبه القديمة دون أن يشعر. ومن أمثلة
هذا النوع قول ابن زيدون:
أنا راضٍ بالذي يَرضى به .. ليَ، مَن
لو قال: مُتْ، ما قلتُ: لا[97]
وهذا البيت كرره مرتين في قصيدتين
مختلفتين، فقال:
لو كان قولك: مُتْ ما كان ردي: لا ..
يا جائر الحكم أفديه بمن عدلا[98]
وقال:
هذي الحقيقة، لا قولي: مُخادعةٌ .. لو
كان قولك: مُتْ، ما كان ردي: لا[99]
ومثل هذه الظاهرة قوله:
يُحِيلُ عُذُوبَة َ ذَاكَ
اللَّمَى ويَـشْفي مِنَ
(السُّقْمِ تلكَ المُقَلْ)[100]
حيث كرر بعض بيته هذا في قصيدة له
أخرى فقال:
سبب السقم الذي برَّح بي صِحةٌ (كالسُقم في تلك المُقل) [101]
وأمثلة ذلك كثيرة في ديوانه.
-
التناص، النظرية والممارسة، د. مصطفى بيومي، النادي الأدبي بالرياض، 1431/
2010، ط1، ص11، 17، 18.
- صندوق الدنيا للمازني، دراسة نظرية تطبيقية في
الأسلوب والتناص، د. محمد عبد العال محمد محمود، بحث منشور في كتاب المؤتمر الثالث
للعربية والدراسات النحوية (العربية بين نحو الجملة ونحو النص)، كلية دار العلوم،
القاهرة، 2005،ج2، ص722.
[2] - التناص، النظرية
والممارسة، د.مصطفى بيومي، النادي الأدبي بالرياض، 2010م، ط1، ص 26، وانظر ص 18،
19، 20.
[3] - يُعرّف روبرت ألان دي بيوجراند
Robert Alain de Beaugrand و ولفجانج
أولرخ دريسلار Wolfrang Ulirch Dresslar النصَّ بأنه "حدث تواصل
يلزم لكونه نصّا أن تتوافر له سبعة معايير للنصية مجتمعة، ويزول عنه هذا الوصف إذا
تخلف واحد من هذه المعايير"، وهي: السبك، والحبك، والقصد، والقبول، والإعلام،
والمقامية، والتناص. انظر:
النص والخطاب والإجراء لـ روبرت دي بوجراند، ترجمة د.تمام حسن، عالم الكتب، مصر، ط
1، 1998م، ص 103، 105. وانظر: نحو أجرومية
للنص الشعري، من كتاب (في
البلاغة العربية والأسلوبيات اللسانية) د.سعد مصلوح، عالم الكتب، القاهرة، ط 2،
2010م، ص 225، 226.
[4] - النص والخطاب والإجراء
لـ روبرت دي بوجراند، ص 10.
[6] - كتاب
الصناعتين الشعر والكتابة، لأبي هلال العسكري، علي البجاوي، ومحمد أبو الفضل
إبراهيم، طبعة عيسى البابي الحلبي وشركاه، 1971م، ص 202، ص 203.
[7] - السابق، ص 203.
[8] - السابق، ص 204.
[9] - السابق، ص 203.
[10] - انظر: المنصف للسارق
والمسروق منه، لابن وكيع، تحقيق: عمر بن إدريس، جامعة قات يونس، بنغازي، ط1،
1994م، ص103، 104.
[11] - انظر: الوساطة بين المتنبي وخصومة، للجرجاني، تحقيق وشرح: محمد أبو الفضل
إبراهيم، وعلي محمد البجاوي، دار القلم، بيروت، ص183.
[12] - انظر: البديع في نقد
الشعر، لأسامة بن منقذ، تحقيق: د. أحمد بدوي، د. حامد عبدالمجيد، ص202 وما بعدها.
[13] - السابق، ص 249.
[14] - السابق، ص260
[15] - انظر: الكلّيات، لأبي
البقاء أيوب بن موسى الكفوي، تحقيق: عدنان درويش، ومحمد المصري، مؤسسة الرسالة،
بيروت، ص 156.
[17] - انظر: تحليل الخطاب
الشعري، إستراتيجية التناص، د. محمد مفتاح، المركز الثقافي العربي، المغرب، الطبعة
الثالثة، 1992م، ص 121.
[18] - انظر: بلاغة الخطاب وعلم
النص، د. صلاح فضل، عالم المعرفة، الكويت، 1992م، ص 229.
[19] - نحو الجملة ونحو النص،
د. تمام حسان، نص محاضرة أُلقيت في الموسم الثقافي لمعهد اللغة العربية بجامعة أم
القرى، مكة المكرمة، 1995م، ص 2.
[20] - ديوان ابن زيدون
ورسائله، شرح وتحقيق: علي عبد العظيم، تقديم ومراجعة: د. محمد إحسان النص، من
منشورات مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري، الكويت، ط3، 2004م،
ص 396. كعم البعير: شدّ فاه لئلا يعض أو يأكل، وكعمه الخوف: أسكته.
[22] - انظر: استدعاء الشخصيات
التراثية في الشعر العربي المعاصر، د. علي عشري زايد، دار الفكر العربي، القاهرة،
1997م، ص 13.
[25] - انظر: الشعر والغناء في
المدينة ومكة لعصر بني أمية، د. شوقي ضيف، دار المعارف، القاهرة، ط5، ص 58، ص 195.
[26] - الديوان، ص 509.
[28] - انظر: الكامل في التاريخ،
لابن الأثير، تحقيق: عمر عبد السلام تدمري، دار الكتاب العربي، بيروت، ط1، 1997م،
1/547.
[29] - انظر:
المختصر في أخبار البشر، لأبي الفداء عماد الدين إسماعيل بن شاهنشاه بن أيوب،
المطبعة الحسينية المصرية، ط1،1/80.
[31] - انظر: الأمالي، لأبي علي القالي، تحقيق: محمد عبد الجواد الأصمعي، دار
الكتب المصرية، ط2، 1926م، 2/ 72. وانظر الديوان، هامش ص 450.
[36] - الديوان، ص 361.
[38] - انظر الديوان، هامش ص
351.
[40] - انظر الحديث في مختصر
صحيح مسلم، للحافظ زكي الدين عبد العظيم، المنذري، تحقيق: محمد ناصر الدين
الألباني، مكتبة المعارف للنشر والتوزيع، الرياض، ط3، 1416هـ - 1996م، ص 18، 19.
[46] - انظر: ابن زيدون، شوقي
ضيف، دار المعارف، ط 12، ص 18.
[47] - الديوان، ص 156.
[48] - انظر: خاص الخاص، لأبي
منصور عبد الملك بن محمد بن إسماعيل الثعالبي، قدّم له: حسن الأمين، منشورات دار
مكتب الحياة، بيروت، ص 26.
[49] - الديوان، ص 417.
[50] - انظر: مجمع الأمثال،
لأبي الفضل أحمد بن محمد الميداني، تحقيق: د.جان عبد الله توما، دار صادر، بيروت،
ط1، 2002م، ج2، ص 121.
[51] - الديوان، ص 416.
[52] - لسان العرب، مادة
"دلل".
[53] - انظر: الإعجاز والإيجاز،
لأبي منصور الثعالبي، تحقيق: إبراهيم صالح، دار البشائر، دمشق، ط2، 2004م، ص 88.
[55] - انظر: جمهرة الأمثال،
لأبي هلال العسكري، دار الفكر، بيروت، 1/61.
[57] - انظر: الأمثال للهاشمي،
دار سعد الدين، دمشق، ط1، 1423ه، ص 37. وفي رواية "أرسل حكيما وأوصه" أي
أنه محتاج إلى معرفة غرضك وإن كان حكيما.
[58] - انظر: نثر الدر في
المحاضرات، لأبي سعد الآبي، تحقيق: خالد عبدالغني، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1،
2004م، 4/153.
[59] - انظر: مجمع الأمثال
للميداني، 2/48. وانظر: المستقصى في الأمثال، للزمخشري، تحقيق وشرح: د.كارين صادر،
دار صادر، بيروت، ط1، 1432هـ - 2011م، ج2، ص76.
[63] - الديوان، ص 426.
[64] - انظر جمهرة الامثال،
لأبي هلال العسكري، 1/357 .
[67] - الديوان، ص 191.
[68] - انظر: ديوان المتنبي،
تحقيق: يوسف الشيخ البقاعي، دار الكتاب العربي، بيروت، 2009م، ص 249.
[69] - الديوان، ص 444.
[76] - ديوان المتنبي، ص 162.
[77] - الديوان، ص 577.
[85] - الديوان، ص 363.
[86] - شرح ديوان أبي تمام،
للخطيب التبريزي، تحقيق: راجي الأسمر، دار الكتاب العربي، بيروت، 2007م، 2/136.
[87] - الديوان، ص 405.
[90] - انظر البيت في ديوان
الحطيئة برواية وشرح ابن السكيت، تحقيق: د. حنا نصر الحتي، دار الكتاب العربي،
بيروت، 2007م، ص 66.